تخطى إلى المحتوى

    خطوات وتحديات صياغة العقود الإلكترونية في الإمارات قانونًا

    هل العقد الإلكتروني في الإمارات ملزم قانونًا مثل العقد الورقي؟ هذا التساؤل بات مطروحًا بقوة في ظل تنامي التعاملات الرقمية، حيث أصبحت العقود تُبرم عن بُعد وبوسائل إلكترونية تتطلب إطارًا قانونيًا واضحًا.

    في هذا السياق، تُعد صياغة العقود الإلكترونية ركيزة أساسية في بيئة الأعمال الحديثة، مما يستدعي فهمًا دقيقًا لمدى مشروعية العقود الإلكترونية وشروط نفاذها. ويُعد قانون المعاملات الإلكترونية الإماراتي المرجع التشريعي المنظم لهذه العقود، موفرًا الأسس التي تضمن حجّيتها وفعاليتها أمام القضاء.

    للاستفسار القانوني المتخصص في صياغة العقود الإلكترونية، اتصل بنا الآن.

    خطوات صياغة العقود الإلكترونية في الإمارات

    لضمان أن يكون العقد الإلكتروني ملزماً قانوناً ومعترفاً به قضائياً بموجب المرسوم بقانون اتحادي رقم 46 لسنة 2021 بشأن المعاملات الإلكترونية والخدمات الموثوقة، يُنصح باتباع الخطوات الآتية:

    1. تحديد هوية الأطراف والتحقق الإلكتروني

    ينبغي التحقق من هوية كل طرف باستخدام أدوات توثيق معترف بها، مثل الهوية الرقمية الوطنية أو شهادة توقيع إلكتروني مؤهل صادرة عن مزوّد خدمة مرخّص من هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية (TDRA). وإذا كان أحد الأطراف يمثَّل بوكالة، يجب إرفاق تفويض إلكتروني موثق.

    2. صياغة بنود العقد بلغة قانونية واضحة

    يجب أن يتضمن العقد كافة العناصر الجوهرية مثل: بيانات الأطراف، موضوع العقد، الأهلية، المقابل المالي، وشروط التنفيذ أو الفسخ.

    ويُفضَّل النص في العقد على أن التوقيع سيتم وفقًا لأحكام قانون المعاملات الإلكترونية الإماراتي، مع تحديد نوع التوقيع المعتمد (عادي – متقدّم – مؤهل).

    3. استخدام توقيع إلكتروني معتمد

    لإضفاء الحجية القانونية على العقد، يجب أن يكون التوقيع الإلكتروني صادراً عن مزوّد خدمات موثوقة مُرخَّص له، وأن يستوفي الشروط المنصوص عليها في القانون، ومنها:

    • أن يكون التوقيع مرتبطاً بالموقّع وحده.
    • إمكانية التحقق من هوية الموقّع.
    • الحماية من التعديل أو الإنكار.

    4. توثيق التوقيت والإرسال إلكترونياً

    ينبغي إثبات توقيت إبرام العقد بدقة باستخدام خدمة الختم الزمني المؤهل (Qualified Time Stamp)، المعترف بها قانوناً، لحماية العقد من الطعن في توقيت التوقيع أو التنفيذ.

    كما يُنصح باستخدام خدمة التوصيل الإلكتروني المؤهلة (Qualified Electronic Delivery) لإثبات إرسال واستلام العقد، ويوثق ذلك بإشعارات إلكترونية موثوقة.

    5. تأمين السجلات الإلكترونية وحمايتها

    يجب حفظ نسخة إلكترونية من العقد في نظام إلكتروني آمن يُتيح التحقق من:

    • بصمات التوقيع (Audit Trail).
    • سجل التعديلات.
    • تواريخ التنفيذ والتعديلات اللاحقة.

    مع الالتزام بمتطلبات حماية البيانات الشخصية وأمن المعلومات، المنصوص عليها في التشريعات ذات الصلة.

    6. التفعيل والمتابعة القانونية للعقد

    بعد التوقيع، ينبغي التأكد من اكتمال العملية التعاقدية إلكترونيًا، والتثبت من أن كلا الطرفين قد أتما الموافقة عبر الوسائل المحددة. وفي حال نشوء نزاع، تُعد النسخة الإلكترونية الموثقة بالبصمات والتوقيعات وبيانات التوصيل والتوقيت وسيلة إثبات معترف بها قضائيًا.

    أبرز التحديات والمخاطر في العقود الإلكترونية في الإمارات

    رغم الاعتراف القانوني المتزايد بالعقود الإلكترونية في دولة الإمارات، إلا أن ممارستها العملية قد تواجه عددًا من التحديات القانونية والفنية، من أهمها:

    • ضعف وعي بعض الأطراف بآثار التوقيع الإلكتروني القانونية.
    • اختلاف منصات التعاقد الرقمية في مستويات الأمان والموثوقية.
    • غموض بعض البنود الإلكترونية عند الصياغة عبر نماذج جاهزة.
    • صعوبة إلزام الطرف الأجنبي بتنفيذ العقد الإلكتروني خارج الدولة.
    • الاعتماد المفرط على وسائط التواصل دون توثيق رسمي.
    • مخاطر اختراق البريد الإلكتروني أو الحسابات أثناء التعاقد.

    كيف يساعدك المحامي في صياغة عقد إلكتروني آمن؟

    الاستعانة بـمحامي تجارة إلكترونية يُعد خطوة أساسية لضمان سلامة عقودك الرقمية، ومن بين الخدمات التي يقدمها:

    • تحليل بنود العقد لضمان صحتها القانونية وسلامة الصياغة.
    • تحديد نوع التوقيع الإلكتروني المناسب لطبيعة التعاقد.
    • التحقق من التزام العقد بالقوانين الاتحادية والمحلية ذات الصلة.
    • صياغة شروط التعديل أو الفسخ الإلكتروني بطريقة قانونية.
    • مراجعة آليات حفظ السجلات الإلكترونية وحمايتها من التزوير.
    • تمثيلك في أي نزاع قضائي يتعلق بالعقد الإلكتروني.
    • إرشادك حول الجوانب المكملة كحماية البيانات والجرائم الإلكترونية.

    يقدم مكتبنا خدمات محامي التجارة الإلكترونية في الإمارات لضمان صياغة عقود إلكترونية متوافقة مع القانون، وحماية مصالحك في البيئة الرقمية المتطورة.

    أسئلة شائعة حول صياغة العقود الإلكترونية

    شروط صحة التوقيع الإلكتروني أن يكون مرتبطًا بالموقّع وحده، قابلاً للتحقق من هويته، ومحميًا من التعديل أو الإنكار وفقًا للقانون الاتحادي رقم 46 لسنة 2021.

    نعم، يمكن الطعن في العقد الإلكتروني إذا ثبت غياب الرضا، أو وقوع خطأ في التوقيع، أو خلل في التوثيق مثل غياب الختم الزمني أو التحقق من الهوية.

    ختامًا، لم تعد صياغة العقود الإلكترونية في الإمارات خيارًا، بل أصبحت ضرورة قانونية لحماية الحقوق وتفادي النزاعات. الالتزام بالتشريعات الحديثة لا يضمن فقط صحة العقد، بل يعزز الثقة في بيئة الأعمال الرقمية.

    لتوثيق عقودك الإلكترونية بما يتوافق مع القانون الإماراتي وتفادي أي ثغرات قانونية، تواصل مع محامي تجارة إلكترونية ضمن مكتب محاماة في الإمارات معتمد من خلال الضغط على زر الواتساب أسفل الشاشة.

    تنويه: المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض تثقيفية عامة ولا تُعد مشورة قانونية. للحصول على استشارة مخصّصة، يُرجى التواصل مع محامٍ مرخّص في دولة الإمارات العربية المتحدة.

    قد يهمك الاطلاع على أفضل محامي اماراتي.


    المصادر:

    • منصة تشريعات الإمارات العربية المتحدة.
    • بوابة الحكومة الاتحادية لدولة الإمارات.
    اطلب استشارة